كتبت – صفا هشام
أم عمارة وهى نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار كنيتها أم عمارة ، وهى انصارية من بنى مازن
اسلمت عند ظهور الإسلام وبايعت النبى صلى الله عليه وسلم وشهدت معه غزوات أحد والحديبية وخيبر وحنين وعمرة القضاة ويوم اليمامة وبيعة الرضوان ، وروت عدة أحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم، وهى من المبشرين بالجنة .
وشاركت أيضا فى الأعمال العسكرية فى فترة صدر الإسلام حيث شاركت فى معركة أحد فقاتلت حتى قيل انها قاتلت وجرحت ١٣ جرحا بالسيف والنبال ، فكانت تذب عن النبى بالسيف وترمى عنه بالقوس ، حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم مدح أدائها فى المعركة .
فهى كانت زوجة وهب الاسلمى وولدت له حبيب ، وبعد موتة تزوجها زيد بن عاصم المازنى الذى ولدت له عبدالله ، توفت ام عمارة ١٣ هجرية
وأخرج لها ابو داوود بسنده ان النبى توضأ فأتى باناء فيها ماء قدر ثلثى المد ، وأخرج لها ابن مندة انها قالت انا انظر إلى النبى وهو ينحر بدنه قياما بالحربة .
وروى لها الترمذى والنسائي ان النبى دخل بيتها فقدمت اليه طعاما ، فقال لها كلى فقالت انى صائمة فقال : إن الصائم إذا اكل عنده صلت علية الملائكة.
وعن محمد بن اسحاق قال :- وحضرت البيعة امراتان قد بايعتا : إحداهما نسيبة بنت كعب، خرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خلافة أبى بكر فى الردة ، فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة ، ورجعت وبها ١٠ جراحات من طعنة وجرحة .
وفى معركة أحد قال الواقدى : شهدت ام عمارة أحدا، مع زوجها غزية بن عمرو ، ومع ولديها حبيب وعبدالله، وخرجت تسقى ومعها القربة الخلق – وقاتلت وابلت بلاء حسنا وجرحت ١٣ جرحا وكان ضمرة بن سعيد المازنى يحدث عن جدته ، وكانت قد شهدت أحدا وقالت :- سمعت رسول الله يقول ” لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان ” ،وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال ، وأنها لحاجزة ثوبها على وسطها وكانت تقول انى لانظر إلى ابن قئمة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها ؛ فداولته سنة، ثم نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد؛ فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم .
واتى عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم ان هذا المرط لتمنه كذا وكذا ، أرسلت به ال زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت ابى عبيدة ، وقال أحدهم: ابعث به إلى من هو احق به منها ، أم عمارة نسيبة بنت كعب فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم أحد: ما التفت يمينا ولا شمالا الا وانا اراها تقاتل دونى ، فبعث به إليها.
وشهدت أيضا ام عمارة قتل مسيلمة الكذاب باليمامة ، وذلك لما بعث خالد بن الوليد إلى اليمامة جاءت إلى ابى بكر الصديق فاستاذنتة للخروج فقال :- قد عرفنا بلاءك فى الحرب فاخرجى على اسم الله ، وأوصى خالد بن الوليد بها وكان مستوصيا بها ، وقد جاهدتا باليمامة اجل جهاد ، وجرحت ١١ جريحا وقطعت يدها وقتل ولدها ، ومن هنا نلاحظ ثقة ام عمارة بنفسها وحبها للجهاد ، إلى جانب الأثر الذى تركتة أم عمارة فى نفوس الصحابة .
ولما اقبل ابن قميئة – لعنة الله- يريد قتل النبى كانت أم عمارة محمد اعترض له ، فضربها على عاتقها ضربة صارت لها فيما بعد ذلك غور اجوف ، وضربتة هى ضربات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان، وقال لابنها عبد الله بن زيد : ” بارك الله عليكم من اهل بيت ؛ مقام امك خير من مقام فلان وفلان ومقام ربيك – اى زوجة امك – خير من مقام فلان وفلان، ومقامك خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله اهل بيت؛ قالت ام عمارة:” ادع الله أن نرافقك فى الجنة ؛ فقال رسول الله : – اللهم اجعلهم رفقائي فى الجنة ؛ فقالت ما ابالى ما اصابنى من الدنيا .