كتبت – دينا علاء
عند وجود قامتان مبدعتان لابد أن يخلق بين كلاهما منافسة قوية قد تصل لحد الصراع في بعض الأحيان، بحسب ما هو معتاد، لكن العلاقة بين وحيد حامد والكاتب بشير الديك فرضت ذاتها على الساحة، تلك العلاقة التي أكدت على صداقة وعشرة ومحبة، جعلت كلًا منهما داعمًا للآخر، وسندا هاما في حياة كلاهما، وتأكدت هذه العلاقة مؤخرًا عندما أكد وحيد حامد ، أن شريك رحلة كفاحه هو الأنسب لكتابة مشروع مسلسل سيرة ذاتية عن الراحل أحمد زكي بعد اعتذاره عنه.
كان الكاتب الراحل وحيد حامد دائمًا ما يرى أن الشخصيات التي يسردها الكاتب في أعماله لابد وأن تكون لها صلة بحياته الشخصية سواء من أناس وأشخاص تعامل معهم أو حتى موقف تعرض له، أو حتى في صميم العقل الباطن له فالشخصية التي لا يستطيع الكاتب إظهارها على الملأ يخرجها وحيد في شخصية البطل في عمل فني، والشخصية الأقرب له في بداية مشواره الفني ، شخصية عادل امام في” فيلم الإرهاب والكباب” ،
تجربة وحيد الدرامية مميزة منذ بداياته، فقد بدأ كبيرًا وقدم كثيرا من الأعمال المميزة بالتليفزيون، كان أبرزها مسلسل “أحلام الفتى الطائر”، والذي حقق له شعبية وجماهيرية كبيرة، ثم تأتي محطة فيلم “البريء”، والذي يمثل مرحلة انتقالية هامة في مشواره السينمائي».
كان وحيدالشاب القادم من الأرياف غير محمل بشيء سوى مصدر الرزق والدخل، ليجد نفسه بعدها في وسط دائرة الصراعات السياسية والاجتماعية لأقرر أن أخوضها جميعا وانتصر عليها.
يعود الديك بذاكرته، ويسترجع كيف ألتقى بصديقه ونشأت الصداقة بينهما، قائلا: ” ألتقينا عبر المخرج الراحل عاطف الطيب، كان سبب للتقارب في علاقتنا ومن وقتها أصبحنا أصدقاء، وحتى لو لم نلتق عنده كنت أقابله في مكان خاص بالفندق الذي كان يجلس فيه كل يوم، فهو شخص خلوق وطيب العشرة، ولا يمكن أن تجديه يفتعل الأزمات فهو غني من الداخل وليس لديه فقر في قلبه أو موهبته”.
وأوضح أن وحيد حامد شخص استثنائي لكونه ثابتا على مواقفه وآرائه، كما نجح في الوصول لجميع الأجيال بالإضافة لكونه نجح في أن يكون قارئا جيدا للمستقبل، لذلك هو عاش وهيعيش معانا دائمًا بأعماله؛ لأنه شديد الوعي بالمجتمع المصري فهو شخص يهتم بالتفاصيل الدقيقة وقادر على التعبير عن وجهة نظره بشكل جيد.
وأضاف «الحقيقة وحيد وهو وحيد فعلًا؛ لأنه متفرد لا يشبه أحد في طريقته للكتابة، ولديه رؤية ثاقبة ونظرة قوية بخلاف قراءته الجيدة للمشهد السياسي والدليل مجموعة الأعمال التي قدمها مع المخرج شريف عرفة، فهو شخص يجيد حرفته، ويكفيه وجود عمل مثل “الجماعة” في أرشيفه».
ويختتم حديثه: «وحيد إنسان خلوق يستحق كل التقدير والتكريم لتاريخه الثري وحتي اذا لم نكن نتقابل كثيرا نظل مواتصلين للاطمئنان علي بعض»