الجزء التاني من حكاوي جهاد عامر
تاني يوم روحت الشغل وتفكيري كله كان على موقف امبارح وحتى ماكنتش نمت كويس من التفكير دا..
باب المكتب خبط وأذنت للي برا إنه يدخل، الباب انفتح وطل مِنه آخر شخص كنت اتمنى أشوفه وانا بمزاجي دا.. حُسام!!
= صباح الخير يا دكتور..
قالها بابتسامته المعتادة ولمعة عينه اللي مش بتحصل غير ليا واللي حقيقي كنت أتمنى أبادله نفس الشعور لإنه بجد يستاهل.. بَس ليس على القلب أحكام والله يا حُسام يا أخويا!!
رديت عليه بابتسامة حاولت على ما اقدر تكون لطيفة..
– صباح النور يا دكتور حُسام، اتفضل..
دخل و لسه الإبتسامة على وشه:
= بصراحة أنا كنت جاي أتأكد من الكلام اللي سمعته هل دا بجد ولا أنا كان بيتهيألي!
– كلام ايه بالظبط يا دكتور؟
= حور رنّت عليا امبارح بالليل وقالتلي إنِّك وافقتي تفكري في موضوعنا.. دا بجد؟!
معرفتش أقول ايه قدام فرحته اللي باينة ف صوته لمُجرد اني وافقت أفكر بَس!! أنا مش عارفة والله ليه قلبي ابن الجزمة دا مايحبش حُسام القمر دا ويسيبه من الحلوف التاني اللي اسمه آدم!!
بَس للأسف أنا لو وافقت عليه هكون بظلمه وهكون صغيرة قدام نفسي أوي وانا مرتبطة بشخص وبحب شخص تاني، وحتى لو قولتله هفكر وبعدين أبقى أرفضه يبقى عملت زي اللي بعشمه بالحياة وبعدين أسرق روحه!! ومش أنا الشخص اللي يكسر خاطر حد أو يكسر قلب حد وخصوصاً وأنا مجربة الاتنين.. ولإن فعلاً حُسام مايستاهلش كدا..قرَّرت أقوله ع الصراحة وإن نصيبه مش معايا للأسف..
– بصراحة يا حُس..
“طلبك مرفوض”.
بصيت أنا و حُسام ناحية الصوت اللي قال كدا و.. غمضت عيني وخدت نفس عشان أهدى و ماتعصبش ..
– انت بتعمل ايه هنا يا باشمهندس و إزاي تدخل كدا من غير ما تستأذن؟!
مابصش ناحيتي من ساعة ما دخل وعينه على حسام اللي بيبادله نفس نظرة التحدي زي ما يكون عارف هو عايز ايه!
قال حُسام وهو لسه عينه فـ عين آدم:
= قولتي ايه يا دكتورة؟
_ مالكش دعوة بالدكتورة وخلي كلامك معايا أنا، قولتلك مرة طلبك مرفوض.. يبقى تتفضل تاخد بعضك وتتكل على الله.
= والله يا باشمهندس مع كامل احترامي طبعاً لحضرتك وإنك في مقام أخوها الكبير بس أنا واخد الإذن من والدة الدكتورة إني أتكلم معاها، وبيتهيألي الدكتورة لها عقل تفكر بيه ولسان تكلمني بيه..، ها يا دكتورة ممكن أعرف ردك عشان أقوم لإني عندك شغل؟!
يدوب حُسام خلص كلامه وبيبصلي لقيت اللي مسكه من ياقة قميصه و لسه هيتخانقوا هما الاتنين..
– آااااادم!! لو سمحت سيب الدكتور حُسام احنا مش عايزين مشاكل في المستشفى و الناس هتتفرج علينا كدا..
بصلي وشاف نظرة الحزم و الرجاء في عيني فـ سابه.
– معلش يا دكتور حُسام أنا بعتذررلك بالنيابة عنه، الباشمهندس آدم أعصابه تعبانة اليومين دول شوية.. ياريت تتقبل اعتذاري.
= مافيش داعي إنك تعتذري يا دكتورة.. الباشمهندس آدم لسه راجع من برا ومضطرب وأكيد مفهوم شعوره وبعدين إحنا أهل طبعاً.
كان بيتكلم وعينه في عين آدم بتحدي مرعب و متبادل من الاتنين..
حُسام خرج مِن المكتب وفضلنا أنا وهو نبص لبعض نظرة غضب وسؤال مني.. مقابل نظرة غضب وعتاب منه..
– ممكن أعرف يا باشمهندس ايه اللي حصل من شوية دا؟ وانت من إمتى أصلاً بتستخدم أسلوب الهمجية والعنف دا؟!
_ مش ملاحظة من ساعة ما رجعت وانتي بتتكلمي معايا بأسلوب رسمي!! وبعدين كويس إنك عارفة ان عمري ما كنت همجي غير دلوقت..
كان بيتكلم بهدوء ونبرة صوته كان فيها حزن..، آدم حزين!!
قلبي وجعني لمجرد ما حسيت إني ممكن أكون السبب في حزنه.. آدم ماينفعش يحزن.. الحزن ماينفعش يقرب من قلبه لا!!
*وحياة النبي محمد ما حد هيجبلي جلطة غير المهزأ ابن المهزأة اللي بيدق دا!!*
_ ساكتة ليه يا حوَّاا؟ حوَّااا قوليلي انتي هتتجوزي الكائن المتخلف اللي لسه طالع دا بجد ؟!!
– وما اتجوزوش ليه يا باش..
_ آدم اسمي آدم يا حوَّاا ولا انتي نسيتي بجد؟!
كان بيتكلم بأسلوب جاد أوي وتعبيرات وشه كانت بتتغير من الغضب..للحيرة والقلق..للحزن والعتاب في الجملة الواحدة، لدرجة إني ماكنتش فاهمة هو بيفكر في ايه بالظبط!!
اتنهدت وقولت:
– انت عايز مني ايه يا آدم بالظبط!! وياريت تجاوب بصراحة وبسرعة لإني مش فاضية و..
_ عايزك..
قاطعني بكلمة من خمس حروف.. خمس حروف بس كانوا كفيلين يخلوني أقطع النفس!!
– نعم؟!
_ هو ايه اللي نعم ؟ مش فاهمة يعني ايه عايزك؟! يعني عايز اتجوزك يا حوَّاا، ولا البأف اللي قبلي أحسن مني!!
ماكنتش متخيلة إن هييجي عليا اليوم اللي هيقف فيه آدم قدامي ويقولي إنه عايز يتجوزني.. بس لحظة واحدة!!!!!! هو بيتكلم كدا ليه دا لامؤاخذة؟!!
– آدم لو سمحت أنا ماسمحلكش تغلط فـ حُسام بالطريقة دي.. وبعدين هيا مسابقة عشان تقولي مين أحسن!!
_ لا هغلط فيه يا حوَّاا ولو وصل الأمر إني أقتله هقتله، وماتعصبنيش أكتر من كدا بقى عشان انتي عارفة جننونتي لما بتطلع..
– كدا؟ طب تمام يا آدم انت طلبت تتجوزني صح؟ وأنا بقى مش موافقة.
ضربت القنبلة دي ف وشه وما انتظرتش رد فعله لإني لو وقفت ثانية واحدة هبقى في ذمة الله وأنا بصراحة عايزة أعيش، فـ خدتها من قصيرها أحسن وشيلت شنطتي وخرجت من المكتب وسيبته واقف زي عمود النور لوحده..
عشان يبقى يقول عليا أخته تاني ابن سعاد.
وصلت البيت لقيت حور بتجري ورا مَليكة عشان تلبسها هدومها.. رميت عليها السلام لكن طبعاً ماسمعتنيش من الصريخ اللي عمالة تصرخه هيا وبنتها ..
سرينة متحركة عليا النعمة إذا كانت هيا ولا بنتها!!
دخلت المطبخ لقيت ماما واقفة بتحضر الأكل هيا وخالتو
– السلام عليكم! ازيكوا يا حلوين!
_ وعليكم السلام أهلاً ببنوتي الحلوة حبيبة خالتها أهلاً..
والله يا خالتو انتي خسارة فـ ابنك دا بس نعمل ايه بقى ما هي الخلفة العار..!
= يلا يا حوَّاء ادخلي غيري هدومك عشان نتغدى مع بعض آدم زمانه جاي برضو..
هاهاها ماما عايزاني أكل مع آدم!! على سفرة واحدة!! ماتعرفش إنه ممكن يغرز السكينة ف كرشي ويخليها من غير بنت الغلبانة!!
رديت عليها وأنا ماشية من قدامهم :
– لا يا ماما أنا مش جعانة أنا هدخل أغير هدومي و أصلِّي وأنااااام.
سيبتهم ودخلت أوضتي ولسه بقلع الجزمة لقيت الباب بيتفتح وماما بتدخل الأوضة..!
قعدت جنبي ع السرير وفضلت تبصلي! ماما مابتعملش كدا غير وهيا عايزة تستجوبني وبيكون مافيش مفر ليا غير الإجابة.. بس أنا عارفة هيا عايزة تعرف ايه وأنا المرادي مش هقول، عمري عمري عمري ماهحكي لها…
= وبعدين يا بنت بطني؟! هتفضلي معلقة نفسك لحد امتى!! مش هتخرجي من القوقعة اللي انتي فيها دي وتشوفي حالك بقى؟!
– لا لا يا ماما والله أنا مش معلقة نفسي ولا حاجة.. وبعدين دا هو جه انهاردة ليا المستش…
*هوب هوب هوب ايه اللي أنا بقوله دا اسكت يا لسان الزفت انت الله يخربيتك؟!*
= مين دا اللي جالك المستشفى يا حوَّاء؟!
-مافيش حد يا ماما.. داااا دا حسام جه عشان يعرف رأيي فـ طلبه وكدا..
رديت عليها وانا عاملة نفسي مشغولة بتغيير هدومي عشان ما أشوفش النظرة بتاعتها لما بتحطني تحت الضغط.
= امممم ويا ترى بقى طلب حسام اللي خلاكي جاية الفرحة هتنط من عينك كدا!! يعني نقول مبروك و اروح أقوله يجيب أهله وييجي؟
– لاااا!!
بصيتلها بخضة لقيتها بتضحك في خباثة..
= تعالي يا حوَّاء اقعدي جنبي يا حبيبتي واحكيلي ايه اللي حصل وآدم جالك المستشفى قالك ايه؟
– حاضر يا ماما هقولك..
*هو أنا قولت مش هحكي لها أوي يعني!! أنا مني لله والله *
كُنت بحكيلها اللي حصل وهيا كانت بتسمعني للآخر من غير ما تتكلم أو تعترض على حاجة.. خلصت واستنيت رد فعلها…
اتكلمت بهدوء وتعبيرات وشها لا توحي بأي شيء:
= امممم.. طب نتكلم جد بقى ؟!
انتِ رفضتي آدم علشان مش عايزاه ولا علشان كرامتك مجروحة ومش عايزة اسمع غير الحقيقة!!
– هتفرق يعني ؟!
= طبعاً تفرق جداً.. أصل انتي لو رافضاه عشان كرامتك يبقى انتِ عايزاه بس غرضك إنك تعرفيه قيمة نفسك الأول وترديله جرح الكرامة.. لكن لو رفضتيه عشان مش عايزاه يبقى أنا هكلمه وأنبه عليه مايكلمكيش فـ الموضوع دا تاني، ونكلم حُسام يجيب أهله وييجي لو موافقة..
– طب ولو قولتلك إنِّي عايزاه بس عايزة ألففه السبع دوخات الأول؟!!
= تبقي بنتي اللي ربتها على إيدي بجد.. بصي بقى الحكاية دي محتاجة تخطيط ونباهه.. فـ ركزي معايا كدا فـ اللي هقولهولك وطقطقي ودانك كويس…
( أنا قولتلكوا قبل كدا إن أمي دي زعيمة مافيا قديمة والمخابرات خسرتها عليا ولا لا ؟!!)
ونلقاكم غدًا بالجزء الثالث .