كتبت تحية محمد
تحذر الدراسات الطبية من أخطار شرب الماء البارد بعد الصيام لساعات طويلة، حيث أن كثير من الصائمين في رمضان يسارعون إلى شرب كميات كبيرة من المياه الباردة، لحظة سماعهم لصوت الأذان، من اجل إطفاء العطش الذي يشعرون به وخصوصا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
يقول المتخصصون في مجال الرعاية الصحية، أن شرب الماء البارد يؤدي إلى أضرار بليغة بالمعدة، وبالجسم بشكل عام وقد تحدث الوفاة بسبب تضرر احد الأعصاب، التي تصل ما بين المعدة والقلب.
وينصح بضرورة أن يشرب الصائم كمية قليلة من الماء معتدل الحرارة، بعد أن يكون قد أكل التمر، ثم يشرب كمية إضافية من الماء بعد نحو 10 دقائق على أن يكون الماء غير بارد، إذ أن الماء البارد يتسبب في حدوث تقلصات في المعدة، وقد يحدث ضرر في المعدة، وتمدد في البطن، مع ضرورة عدم المبالغة في شرب الماء والسوائل ،وذلك لإعطاء المعدة الفرصة لاستقبال الطعام وهضمه بسهولة.
فإن الماء البارد يقتل العصب الحائر.
من الجدير بالذكر أنه قد يوجد في الإنسان عصبًا ،يسمى العصب الحائر، وهذا العصب مربوط بالمعدة والقلب معًا، ويسمى العصب المبهم ، فلو جاء تنبيه عنيف لهذا العصب، مثل: الماء البارد الذي يلقى في الجوف دفعة واحدة ،وهى التنبيهات الشديدة، فإن هذا العصب ربما أوقف القلب عن العمل بشكل مفاجيء.
وهناك حالات كثيرة تتعرض للموت المفاجئ بسبب: تنبيه شديدٍ جدًا لهذا العصب الحائر ، وقد سماه العلماء (النهي العصبي) الذي يؤدي إلى توقف القلب وقد يحدث الموت فجأةً ، وحيث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عبء الماء وهو: شربه دفعة واحدة، وأمر بشربه على ثلاث، وهذا توجيه من قبل الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بما ينفعنا.
فإن الإنسان حينما يكون في حالة حر شديد ،وفي حالة جهد عال جدًا مثله مثل الآلة، فلو صببت الماء على الآلات المعدنية، وهي في حالة جهد وحرارة عالية لتفطرت، ولانشقت، فكيف بالإنسان؟ فاشربوا الماء جلوسا وأشربوه على ثلاث دفعات والحديث يقول: (اشربوا الماء جلوساً ولا تعبوه عبًا).
وايضاً أثبت علمياً أن المسؤول عن الإشعار بالعطش هو الكبد، وعند إتمام الشرب دفعة واحدة يتساقط الماء بطريقة مفاجئة إلى الكبد، فيحدث تليف كبدي، أما إذا تم على ثلاثة مرات ، فتعمل الأولى على إنذار الكبد، وإشعاره أن الماء قادم فيستعد بإبتلاله، وليونه فلا يسبب تآكل فيه، فهي سنه محمدية حقيقة علمية.
فأشرب الماء وأنت جالس ،كي تذهب من جسمك جميع الترسبات الضارة، ومنها الترسبات التي تسبب حصى الكلى، أما الشرب ثلاثًا فإنه كلما شربت، وتوقفت للتنفس، فيأخذ الجسم أكسجين ويعطي أنسولين للجسم، والأنسولين يحمي من مرض السكر،ولذلك نجد الذين يشربون الماء بالغب والشراهة يصيبهم الإعياء والخمول ،والكسل وأحيانا ما يشبه الغيبوبة ،ولا يكملوا إفطارهم، فسبحان الله وما أعظم نعمة الإسلام على الإنسان، وما أعظم تطبيق سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا وَيَقُولُ إِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ) رواه مسلم تفسير أهل العلم هو أن النبي ﷺ كان يحب أن يشرب ما يحتاجه من الماء على ثلاث دفعات، فيشرب جزءا ثم يبعد الإناء عن فمه، ليتنفس ويخرج زفيره خارج الإناء، ثم يعود فيشرب جزءا آخر ثم يبعد الإناء عن فمه الشريف ﷺ، ليأخذ نفسا ثانيا، كما فعل في المرة الأولى، ثم يعود ليشرب الجزء الثالث حتى يرتوي، ويأخذ حاجته من الشراب.
قال ابن القيم رحمه الله (معنى تنفسه في الشراب، إبانته القدح عن فيه وتنفسه خارجه ثم يعود إلى الشراب) وفى هذا الشرب حكم جمة وفوائد مهمة نبه ﷺ على مجامعها بقوله (إنه أروى وأمرأ وأبرأ) فأروى أشد رِيَّا، وأبلغه وأنفعه وأبرأ من البرء، وهو الشفاء أي يبرىء من شدة العطش، ودائه لتردده على المعدة الملتهبة، دفعات فتسكن الدفعة الثانية، ما عجزت الأولى عن تسكينه ،والثالثة ما عجزت الثانية عنه، وأيضا فإنه أسلم لحرارة المعدة ،وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد، وهلة واحدة ونهلة واحدة .