كتبت- نرمين الجمل
أسدلت محكمة جنايات الجيزة الستار عن قضية المحامين المتهمين بالتجمهر، وهي القضية الأخيرة التي ترافع فيها نقيب المحامين رجائي عطية بالأمس قبل أن يلاقي ربه، حيث قضت المحكمة ببراءة 3 من المحامين المتهمين بالتجمهر واستعمال القوة مع موظفين عموميين، والحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لـ6 محامين آخرين.
وأصدرت محكمة جنايات الجيزة، قرار ببراءة محمود الداخلي واثنين آخرين من محامين الجيزة والحبس سنة مع الإيقاف لباقي المتهمين بواقعة اتهامهم باستعمال القوة والعنف ضد قضاة محكمة جنح مستأنف مركز امبابة وأوسيم وأمين سرها، بهدف منع الدائرة من نظر القضايا أيام 28 و29 و30 ابريل من عام2015 والفصل فيها، وكذلك سرقة أجندة الجلسات.
وجاء بأمر الإحالة الذي أعدته النيابة العامة في القضية التي حملت رقم 12744 لسنة 2017 جنايات إمبابة، لأنهم في 28، و29، و30 أبريل 2015 بدائرة قسم إمبابة بمحافظة الجيزة قام ٩ محامين بإستعمل القوة ضد موظفين عموميين “قضاة دائرة جنح مستأنف مركز إمبابة وأوسيم” وأمين سرها وحاجب الدائرة وأفراد الشرطة المعينيين لتأمينها، حيث قاموا بالإصطفاف بقاعة المحكمة وعلى منصتها وأمام غرفة المداولة، ومنعوا المتقاضين والمحامين من المثول أمام الدائرة، مرددين عباراة مسيئة للقضاء ولهيئة المحكمة بقصد منع الدائرة من الانعقاد.
وبدأت الأمور تزداد تعقيدًا، حيث اتجه أعضاء نقابة المحامين الفرعية بالجيزة إلى رئيس المحكمة للتوسط لزميلهم وتهدئة الأمور، فنشبت مشادات بينهما انتهت بتقديم القاضي مذكرة ضدهم.
هذا وقد اتهمت النيابة المحاميين باستعمال القوة ضد موظفين عموميين عن طريق الاصطفاف بقاعة المحكمة وعلى منصتها وأمام غرفة المداولة ومنعوا المتقاضين والمحامين من المثول أمام الدائرة.
وأضافت النيابة أنهم رددوا عباراة مسيئة للقضاء ولهيئة المحكمة بقصد منع الدائرة من الانعقاد وبلغوا مقصدهم بقيام الدائرة بتأجيل الفصل في القضايا المنظورة أمامها، ما نسبت لهم تكوين تجمهر أكثر من 5 أشخاص بقصد منع تنفيذ القوانين بالقوة بأن اصطفوا بقاعة المحكمة وأمام غرفة المداولة، واتهمت إحدى المحاميات بسرقة أجندة الجلسات.
جدير بالذكر ان نقيب المحامين رجائي عطية، تعرض الأمس السبت 26 مارس، لوعكة صحيه داخل محكمة جنايات الجيزة أثناء ترافعه عن قضية بدأت قبل سبع سنوات وقد أسفرت الوعكة عن وفاته، ولكن المفاجأة انه صباح اليوم الأحد 27 مارس، وبعد يوم واحد من وفاته.
من هو رجائي عطية؟
ولد نقيب المحامين الراحل رجائي عطية في 6 أغسطس عام 1938 بمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية، حصل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1959، ودبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1961، وعمل بالمحاماة بداية من 1959 حتى عام 1961، ثم التحق بالقضاء العسكري في وظائفه المختلفة وبالمحاكم العسكرية بداية من 1961 حتى عام 1976.
ويعد “عطيه” واحد من أعلام مصر البارزين وأدبائه ومفكريه وفقهائه، الذين حلّقوا فى الأدب وأشار إلى أنه لم يترك مناسبة إلا وتحدث فيها عن عظمة الرئيس الراحل أنور السادات وحبه لمصر، بعد أن أدرك خطأه في الترافع عن عصام الإسلامبولي، بحسب قوله والفكر، وجمعوا بين واقعية القانون وبحور الفقه، وخبرات المحاماة، وخيال الأدب وهو الفائز بمنصب نقيب المحامين رقم 26، وعمل بالمحاماة منذ 61 عاما، وحصل على دبلوم العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1961، وعمل بالمحاماة “1959/ 1961″، ثم بالقضاء العسكرى فى وظائفه المختلفة وبالمحاكم العسكرية من “1961/ 1976”.
عاد للعمل بالمحاماة مرة أخرى، بداية من عام 1976 وقد اشترك في لجان الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين والمنظمات الدولية والإقليمية وفي العديد من المؤتمرات القانونية في مصر والخارج.
كما نبغ “عطية” سريعا في أكبر القضايا السياسية التي هزت الرأي العام في مصر، من ملف قضية الجهاد، إلى قضية عصمت السادات، وقضية وزارة الصناعة، وقضية البنوك الكبرى، وقضية علاء وجمال مبارك ضد جريدة الشرق الأوسط، وقضية لوكيربى، وقضية التكفير والهجرة عام 1977، وقضية خالد الإسلامبولي 1982.
وظل “عطية” حريصاً فى كل هذه القضايا على تطبيق القواعد الحرفية المهنية للمحاماة، وحماية حق المتهم، وصون القانون، وذاع صيته في مهنته كمحامٍ بارز، حتى فاز بمنصب نقيب المحامين في 15 مارس 2020م خلفًا لسامح عاشور.
ومن أشهر القضايا التي ترافع فيها:
_قضية التكفير والهجرة 1977
_قضية إغتيال السادات 1981
–قضية عصمت السادات 1983
–قضية البنوك الكبرى 1985
–قضية الصناعة الكبرى 1986
–قضية العملات 1986
–قضية العصفورة 1987
–قضية مستشفى السلام 1990
– قضية الهدى مصر 1991
– قضية محافظ المنوفية 1992
_قضية احتكار الأسمنت 2008
_قضية شهداء مباراة الناديين الأهلي والمصري ببورسعيد 2012.
وفي حوار تليفزيوني تحدث فيه نقيب المحامين الراحل رجائي عطية عن ترافعه في قضية قاتل السادات قال: أنا مش قولت إنه مقتلش ولا القتل حلال ولكن دافعت لتعرف مصر أن الحاكم له حدود لا يفرط في الكرامة الوطنية ولا التراب المصري وبنيت نظريتي على الدفاع الشرعي العام، ولكن أشار إلى أنه راجع نفسه في تلك القضية، بحسب لقاء تلفزيوني على شاشة قناة dmc، “وقتها كنت مقتنع لكن راجعت نفسي ووجدت أنني من الذين ظلموا أنور السادات ولكنني لم أسكت وفي كل فرصة أقول أنور السادات من أعظم من حكم مصر وشأنه شأن الجوهر يظهر وميضه”.
جدير بالذكر أن نقيب المحامين رجائي عطية، انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد 70 يوما فقط من وفاة ابنته، وكأنه أبى أن يستمر فراقه لابنته أكثر من ذلك، وابنته هي المهندسة هالة رجائي عطية، كانت توفيت يوم 2 يناير من العام الجاري 2022، وتم تشييع جنازتها من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وأقيم العزاء في الحامدية الشاذلية.