كتبت : خلود أبوالدهب
تزخر السينما المصرية بالعديد من المواهب الفنية التي قدمت إثرًا كبيرًا للحياة السينمائية في مصر ومع مرور الوقت ابتعدت عنهم الأضواء وأصبحوا في حالة وحدة حتى يتوفاهم الله في صمت تام بعيدًا عن الإعلام وصخبه، ولا نسمع عنهم إلا عقب وفاتهم، وهو ملخص ما يحدث مع أصحاب الأدوار الثانوية أو “الكومبارس”.
أمين الهنيدي
يعد الفنان الراحل أحد أشهر ممثلي الكوميديا في مصر، حيث ولد أمين الهنيدي في 1 أكتوبر 1925، وتوفي في 3 يوليو 1986.
قصة حياة الهنيدي تعد خير مثال لما يحدث إلى ممثلي الأدوار الثانوية في السينما المصرية، حيث يمر معظم بظروف مادية قاسية في آخر أيامه أو انقطاعه عن العمل الفني بسبب عدم وجود نقابة لهم.
التقى الهنيدي، بالراحل عبدالمنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف خلال وجوده في القاهرة، واشتركوا معا في البرنامج الشهير “ساعة لقلبك”، وقدم أكثر من 100 عمل مسرحي وسينمائي، من بينها: شنطة حمزة، وغرام في الكرنك، وللنساء فقط، وزوجة ليوم واحد.
وعقب سلسلة من العطاء الفني، اكتشف إصابته بسرطان المعدة، إلا أنه قرر الاستمرار في السينما في فترة الثمانينات، إلا أنه فور الانتهاء من تصوير آخر أفلامه “القطار”، توفي نتيجة سرطان المعدة.
وبسبب وجود ديون على الفنان الراحل لم يتمكن أهله من استخراج تصاريح استلام جثمانه من المستشفى لدفنه لعدم امتلاكهم 2000 جنيه.
فايزة عبدالجواد
دخلت فايزة عالم السينما بالصدفة، حيث اكتشفها الراحل رشدي أباظة خلال تصوير فيلم “تمر حنة” في أثناء مشاهدتها تصوير الفيلم.
وقالت الراحلة التي لقبت لـ”صاحبة أشهر ضربة رأس في السينما”، في تصريحات لها ببرنامج “صاحبة السعادة”: “مصدقتش لما شفت صورتي على الشاشة بين رشدي أباظة ونعيمة عاكف، وكنت فرحانة جدا”.
وأشارت إلى أنها في الآونة الأخيرة كانت تمكث في المنزل أشهر طويلة لمرضها وعدم قدرتها على الحركة بسبب مشاكل صحية في ساقيها، وكانت تفتقد لكل وسائل الدعم خاصة من نقابة الممثلين التي أهملتها.
استطاعت فايزة بوجهها الحاد، أن تسيطر على كم كبير من الأدوار الثانوية، كما أنها انحصرت في أدوار الشر، نظرا لملامحا القوية والتي ترهب أي شخص كان يحاول الاقتراب منها.
وعلى الرغم من أنها ليست من نجوم الصف الأول في السينما، إلا أن ملامحها كانت كفيلة بتخليدها في ذاكرة المشاهدين، حيث شاركت في 100 فيلم سينمائي ومسلسل كان آخرها مسلسل “كيد النسا” في 2013.
وفي فبراير 2016، توفيت فايزة عبدالجواد عن عمر يناهز 73 عاما بعد صراع مع المرض، دون حضور أيا من الفنانين لعزائها، ورحلت تاركة إرثًا سينمائيًا ضخمًا.
حسن كفتة
بدأ الكومبارس الأشهر حسن كفتة مشواره الفني في العاشرة من عمره بالعمل ككومبارس في فيلم للفنان سعد عبد الوهاب.
وعلى مدار 50 عامًا شارك الراحل الذي توفي في 2013، في العديد من الأعمال السينمائية والفنية.
ولد حسن عبد السلام في 27 مارس 1927 في القاهرة، ثم التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1949، وسخر حياته للمسرح، كما أنه شارك في أكثر من عمل، أشهرهم: “الكبير قوي”، و”اللي بالي بالك”، والعديد من المسلسلات.
وعمل الراحل على إنشاء نقابة فنية لـ”الكومبارس”، تضمن لهم توفير حياة كريمة، وتكافل اجتماعي، وتأمين صحي.
وتوفي كفتة في 21 نوفمبر 2013 عن عمر يناهز 85 عامًا، وذلك إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، ولم يحضر جنازته أي فنان، واقتصرت على حضور الأهالي والأقارب فقط.
سهام فتحي
وكانت آخر المنضمات لهذه القائمة الفنانة سهام فتحي إلى قائمة الفنانات الراحلات عن الوسط الفني، على الرغم من إسهاماتها في عدد كبير من الأعمال الفنية في فترة التسعينييات.
وأعلن وليد يونس زوج ابنة شقيقتها، نبأ وفاة الفنانة سهام عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قائلا:انتقلت الي رحمه الله تعالي الفنانة سهام فتحي عمة زوجتي وتشجيع الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد الشرطة بصلاح سالم”.
وأكدت نقابة المهن التمثيلية، الخبر إذا أعلنت وفاتها بعد صراع مع المرض.
عبدالغني النجدي
وُلد النجدي في 6 ديسمبر 1915، في قرية المشايعة مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، اشتهر بأداء أدور “الخادم – البواب – العسكري”.
سلامات طيبون، جملة رددها كثيراً في مختلف أدواره وحفرت مكاناً خاصة في ذاكرتنا وعرفت بأنها لزمة النجدي، كما حفظنا عنه جملة “المغص عوج علي تاني يا بوي” تلك التي رددها كثيراً في فيلم “لوكاندة المفاجآت” مع الراحل إسماعيل ياسين.
بدأ العمل في السينما من خلال فيلم “شارع محمد علي” عام 1944، وعُرف منذ ذلك الوقت بالعديد من الأدوار الثانوية في السينما، وتنوعت شخصياته التي قدمها بين الشرطي والقروي الساذج والبائع المتجول وغيرها الكثير، ولعل أبرز أفلامه هي “العتبة الخضراء، الزوجة الثانية، الجريمة الضاحكة، المجانين في نعيم”.
ولمن لا يعرف فهو مؤلف أيضاً، وإلى جانب عمله في السينما، كممثل، كتب سيناريو وحوار مجموعة من الأفلام مثل “إجازة بالعافية”، بالإضافة إلى احترافه تأليف النكت، وكتابة أغاني فيلم “السر في بير”.
على الرغم من أنه كان عملاق فني ترك علامة بارزة في التمثيل السينمائي وأيضاً المسرحي، إلا أنه كان يعيش في الظل، ولم يتمتع بنفس التقدير الذي حظي به غيرة من نجوم الكوميديا.