كتبت – آية كمال
رغم قصر مدة مشاهدته على الشاشة، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، ونجح بأدائه البسيط، وإتقانه لأدواره في كسب مكانه قويه لدى جمهوره..إنه الفنان المصري عبد الغني النجدي.
وُلد النجدي في 6 ديسمبر 1915 بقرية المشايعة مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، اشتهر بأداء أدور “الخادم – البواب – العسكري”، والذي لا يعرفه الكثيرون هو أن صاحب “الشنب” الشهير كتب سيناريو وحوار مجموعة من الأفلام مثل “إجازة بالعافية”، بالإضافة إلى احترافه تأليف النكت.
بواب السينما المصرية كان يقوم بتأليف النكت، وبيعها لكبار نجوم الكوميديا، و المونولوجات أمثال؛ إسماعيل يس، و شكوكو، وكان يضع “تسعيرة” للنكتة الواحدة مقابل جنية واحد، ورغم أنه كان عملاق فني ترك علامة بارزة في التمثيل السينمائي وأيضاً المسرحي، إلا أنه كان يعيش في الظل، ولم يتمتع بنفس التقدير الذي حظي به غيرة من نجوم الكوميديا.
وقد تجاوزت عدد الأفلام التي شارك فيها النجدي المائة فيلم، منها، “كرامتى – قاهر الظلام – خائفة من شيء ما – ليلة لا تنسى – حب فوق البركان -ابنتي والذئب – كفانى يا قلب – شيلنى وأشيلك”
كما شارك النجدى فى 14 مسلسلا، وهى “عيون” و”مبروك جالك ولد” عام 1980، و”طائر الأحلام” عام 1979، و”هروب” عام 1976، و”عندما يشتعل الرماد” عام 1973، و”المدينة الهادئة” و”الرجل الثالث” عام 1972، و”الرجل الغامض” عام 1971، و”جراح عميقة” و”الرجل ذو 5 وجوه” عام 1969، و”مفتش المباحث” عام 1968، و”الأبواب المغلقة” عام 1966، و”عزوز وزوربا والمطاردة”.
كان لعبد الغني النجدي مجموعة من الأصدقاء الذين يعملون «كومبارسات» في بعض الأعمال الفنية، فلاحظوا عليه روح الدعابة والفكاهة وتلقائية الأداء فنصحوه بدخول عالم الفن، كأحد السبل لتحسين دخله ومساعدة والديه وأسرته في الصعيد، ووافق النجدي، وتم تحديد موعد له مع مخرج أول أعماله الفنية، عام 1944 فيلم شارع محمد علي، وكانت أول مشاهده من خلال ذلك الفيلم، والتي أداها ببراعة، لينطلق بقوة في تقديم أدوار الكومبارس الصعيدي كـ «البواب، العسكري، الساعي، البقال،… إلخ».
لم تقتصر موهبة عبد الغني النجدي فقط كونه ممثلا بارعا ولكن كان كاتبا جيدا جدًا للسيناريو، إلا أن ضيق ذات اليد أجبره على كتابة أعمال فنية كثيرة بمقابل مادي دون أن يكتب اسمه عليها، وينزل العمل الفني باسم أحد الكتاب الكبار، فكتب سيناريوهات أفلام ويبيعها للكتاب الكبار مقابل 10 جنيهات دون وضع اسمه عليها، كما كتب أغاني أفلام منها أغاني فيلم السر في بير، وشارك في عدد من الأعمال الإذاعية، منها، المسلسل الإذاعي قهوة كوكو، الذي قام ببطولته الفنان الراحل شكوكو، والذي قال عن عبد الغني النجدي إنه كان يكتب النكت ويبيعها لكبار فناني الكوميديا، مقابل جنيه واحد للنكتة، وكان آخر أعماله التي شارك بها فيلم خلف أسوار الجامعة الذي عرض عام 1981، أي بعد وفاته بعام، بعدما شارك في حوالي 250 عملا سينمائيا ودراميا، وكتب حوارا لفيلم وحيد باسمه هو فيلم إجازة بالعافية.
أصيب عبد الغني النجدي في أواخر أيامه بحالة من الاكتئاب والحزن الشديد، كلما شاهد عملا فنيا قام بكتابة السيناريو والحوار له دون أن ينزل اسمه عليه، فكانت تنتابه حالة من البكاء، قائلًا: «الحاجات دي بتاعتي ياريتني كتبت اسمي عليها، ولكن يكفيني أن أبويا مات راضيا عني، أما أنا فلست راضيًا عن نفسي».
وتزوج الفنان الراحل عبد الغني النجدي، مرة وحيدة من الراقصة والمونولوجست بديعة صادق، وأنجب منها ابنه الوحيد خالد عبد الغني، وكانت الفنانة الراحلة بديعة صادق هي أخت الممثلة كوكب صادق والدة الفنانة إسعاد يونس، وانفصلت عنه بعد إنجاب ابنهما الوحيد، بسبب ما وصفته بأنه غير تطلعي ولا يسعى لتحسين وضعه، خاصة في الوسط الفني، إلا أنه ظل يحبها، ويصف انفصالها عنه، قائلًا: «طعنتني في قلبي فلا أثق في النساء وهفضل حاطط إيدي على جرح قلبي»، حتى أصيب بمجموعة من الأمراض وتوفي متأثرًا بها في 20 مارس 1980، عن عمر ناهز الـ 65 عامًا.