بقلم / بشير حافظ
كل يوم تمر الساعات والدقائق والثواني.. لكن هذا اليوم غير كل يوم مر بي.. اليوم كل دقيقة وكل ثانية وكل جزء لا يتجزء من الثانية أهم من كل يوم أو سنة مر في حياتي لإنني لطالما أحببت أمي وفكرت بها..لكن اليوم أفكر بها وأتعمق بتفكيري فأتذكر كل لحظة مرت بنا يدا بيد.. كم كانت تلك أيام جميلة وذكرى لا تنسى وناقوسا يدق في عالمي الرائع والمبهج.. يا إلهى.. أيعقل أن أنسى أمي؟؟؟… لا وألف لا.. فكيف أنسى كل حب وحنان صدر من قلب صاف ومنبع عذب.. وكم من أيام كانت بعيدة جدا عني ولكنها في نفس الوقت أقرب إلى فؤادي أكثر من أي شيء… كيف أنسى أناملها التي كانت تمر على وجهى وكأنهما ذوب الحب والطيب يلمع فوق وجهي.
أمي… أعظم كلمة عرفها التاريخ صغيرة وقليلة بالحروف ولكنها كبيرة المعنى.. كلمة” أمي” أجمل وأنعم كلمة ولفظ يخرج من شفتاي كلما أحسست بالخوف أو بفقدان شيء ما…
أمي هي من سهرت الليالي جانبي وحملتني في بطنها تسعة أشهر ثقلا.. هي من تعبت وأرهقت من أجلي دون أن تتفوه بكلمة واحدة وقول” الآه ” ولا إصدار أنين يعبر عن جهدها وتعبها… وتعطي بسخاء دون مقابل.. لكني فكرت الكثير والكثير من المرات ما هو دافعها ومحفزها الدائم لإعطاء كل هذا ولكنني كل مرة لا أجد غير مفر واحد من هذا السؤال وهو كلمة صغيرة أعرف أنها دائما دفعتها لكل هذا وهي كلمة “الحب” ففؤادها صاف وفارغ من الحقد والكره ومليء بالحنان والحب والعطف والرأفة.. كل مرة أجد هذا الجواب وأبدأ بالتفكير بتعمق أكبر في سؤال لطالما بعث الحيرة في قلبي ولكن لا أجد له جوابا البتة..سؤالي هو:… كيف أرد لها جميلها علي؟؟؟ وكيف أعبر أنا عن مشاعري لها؟؟ ففكرت وقلت: لا مفر لي إلا أن أكتب لها في هذا اليوم بطاقة صغيرة الحجم تعبر عن كل ما إحتفظ به طوال الأعوام الماضية الذي حتى الآن لا أستطيع أن أعبر عنه بكلمات جميلة في غاية النعومة… فكتبت البطاقة التي ساتلوها الآن وهي:
” أمي الحبيبة.. لطالما فكرت بك وأردت أن أعبر عن مشاعري لك لكنني لم أعرف ولو أردت فعلا أن أكتبها بالكلمات لعجز قلمي عن خط كل حرف صغير ذو معنى كبير ولعجز وتوقف لساني عن النطق.. لذا أتمنى أن تفهمي وتقدري مشاعري الجديرة بالحب تجاهك يا أغلى ما رأيت في حياتي.. وشكرا لك..إبنك الغالى”
هذا كل ما كتبت.. ولكن لن أتوقف عن التفكير أبدا بما كان يجب أن أكتب لها أفضل من ذلك ..وفي النهاية أتمنى أن يسأل كل منا نفسه… ماذا قدمت لأمي بهذا اليوم بالذات وكيف عبرت لها عن حبي.. وهل سأكتفي بذلك؟ ..هذا كل ما يجب أن يعتبره الإنسان ويأخذ به.. لكي لا ينسى كل كبيرة وصغيرة مرّ بها .
” كل عام وأمى وجميع الأمهات بخير وسعادة”