كتبت تحية محمد
أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل.
الاعتذار لمن أخطأنا بحقه، فقد لا ُيقبل، ويصبح ليس ذو قيمة، فقط لأن الاعتذار جاء متأخرا. وأيضا، لا تأمل النجاح لو اجتهدت في المذاكرة عند بداية الاختبارات، لأن القيام بالشيء متأخرا لا جدوى منه. ولا تحاول أن تسقي وردة ذابلة لأن الماء لن يحييها. وكذلك، لا تحاول أن تقدم الحب لقلب تركته ليموت،فالميت لا يحيي، فالحب لن يحييه، لأن الحب عندما يأتي متأخرا ليس له قيمة
ورغم هذا كله يكون لها وقع إيجابي، علينا حتى لو جاءت متأخرة.
فعندما تصل إلى هدفك بعد عناء، وتتذوق طعم النجاح في غير أوانه، يكون لذلك قيمة لا تقدر بثمن. وهناك بريطاني استطاع الحصول على الشهادة الثانوية وهو في الثالثة والثمانين من عمره. وايضا يوجد فلسطيني حصل على درجة الدكتوراه بعد بلوغه سن الثمانين، مؤكدا أن ذلك كان حلما يراوده منذ طفولته، وهو ما دفعه لعدم اليأس من تحقيق حلمه رغم كهولته.
وعندما يظهر في حياتك من يزرع في نفسك الأمل والثقة، ويساعدك على أن يملأ الإيمان والتفاؤل قلبك، ويعمل معك للوصول لأهدافك وتحقيق أمنياتك، سيحظى بمكانة عالية لديك حتى لو وصل متأخرا.
وحين تصادف في حياتك من يأخذ بيدك، وينتشلك من واقعك وظروفك المحبطة، ليشكل نقطة تحول في حياتك، بالتأكيد سيكون له قيمة خاصة لديك حتى لو جاء متأخرا.
إن المنطق يفرض أن نستفيد من الفرص المتاحة قبل فوات الأوان، لأن الفرص قد لا تأتي دائما. أو قد تتاح لنا في وقت غير مناسب، وبذلك قد تنقص قيمتها، أو تفقدها.
وفي بعض الظروف يمكن قبول مقولة: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، وفي حالات أخرى لا يمكن قبولها البتة، لأن التأخر عندها قد يكون مميتا، حين يكون مصير الآخرين معلقا بجزء من الثانية.
ويؤمن كثيرون بأن الاعتذار المتأخر خير من ألا نعتذر. وأن نصل متأخرين خير من ألا نصل. وأن القيام بما يتوجب علينا خير من ألا نقوم به، حتى لو كان ذلك متأخرا. لكن المؤكد أن الأخذ بأيدي الآخرين، والوقوف إلى جانبهم، سيغير حياتهم للأفضل حتى لو كان وصولنا إليهم متأخرا.