محمود الوروارى
أهدى الدكتور أحمد عبدالوهاب المؤرخ والأديب الكبير كتاب” منازل الحَجْ ومسافة الفَجْ للعَجِّ والثَّجْ مِنْ غَيرِ لَجْ” (منازل قافلة الحج البرية من استانبول إلى مكة المكرمة) لابن محيي الدين عبد القادر الگيلي1194ه / 1780م لرجل الأعمال المهندس عمرو عبدالسلام ومؤسسته الخيريه وصالونه الثقافي تقديرا لما قدمه من عطاء خيرى وفكري لخدمة أهالي أبوحماد.
واوضح الدكتور أحمد عبدالوهاب ” إهداء الكتاب للمهندس عمرو عبدالسلام جاء تقديرا له وعرفانًا منا بجهوده المخلصة لخدمة أهالينا فى أبوحماد، ودعمه للأدباء والمفكرين بصالونه الأدبي والثقافي”، فهو أنموذجاً وقدوة.
من جانبه تقدم المهندس عمرو عبدالسلام بالشكر والتقدير والعرفان للدكتور أحمد عبدالوهاب لإهدائه هذا المنجز العلمى،معتبرا هذا الإهداء وسام على صدره، متمنياً التوفيق والسداد لكل الأدباء والمفكرين فى أبوحماد.
يذكر أن الكتاب من تقديم وتعليق الدكتورأحمد عبد الوهاب الشرقاوي،وجاء فى مقدمته “تبوأ الحرمان الشريفان ذروة سنام الاهتمام العثماني على المستويات الدينية والعاطفية والاقتصادية، وآخرهم السياسية؛ أي أن اهتمامهم بتلك البقاع المقدسة جاء إيمانًا بقدسيتها وما تحويه من تاريخ وأحداث وأشخاص وشعائر، وتعلقهم العاطفي به جاء نتيجة ما تميز به الأتراك العثمانيون من عاطفة جياشة تجاه كل ما هو ديني، فكانت ممارساتهم للشعائر وما يتعلق بها من احتفالات ذات روافد شعبية وصوفية واجتماعية تراكمت عبر ثقافات وقرون وأحوال، فأنتجت هذا الثراء من الطقوس.
وأضاف الدكتور أحمد عبدالوهاب “نقدم هنا للقراء رحلة / تقرير / رسالة تحمل عنوان “منازل الحج ومسافة الفج للعج والثج من غير لج”
لابن محيي الدين عبد القادر الجبلي / الكيلي، التي قام بها سنة 1194هـ/ 1780م، وهي من الرحلات القليلة ضمن مؤلفات “منازل الحج” التي جاءت تحمل عنوان، كما تحمل اسم كاتبها، وسنة الرحلة، وأشار إلى فرضية الحج وأهميته، وعلى إلمامه بمناسك الحج الواردة عن النبي، ثم يبدأ المؤلف مباشرة في إيراد ما أراد الحديث عنه، وهو منازل الحج التي بلغت 76 منزلاً، بدءًا من منزل أسكدار؛ انتهاءً بمشعر عرفات،وفي هذه الوثائق نرصد بداية انطلاق المحمل في احتفالات همايونية عند انطلاقه من عاصمة الخلافة العثمانية، ومراسم تسليم الصرة لأمين الصرة، وتكليف أمير الحج، ومتابعة ولاة ومتصرفي كل المدن والأقضية التي تمر بها قافلة الحج بالتقارير التي تبين مدى اهتمامهم باستقبال وراحة وتأمين قافلة الحج وتوفير كافة سبل الراحة والأمان لهم، ومراسم استقبالهم في مكة والمدينة؛ مع تسليم “الصدقة الرومية” لكل مستحقيها من الولاة والأشراف والأمراء والفقراء والسكان والمجاورين والعلماء، وكافة المذكورين في “دفاتر تقسيم الصرة” التي يذخر الأرشيف بملفاتها السنوية، وبأنواعها المتعددة.
ثم وصف الشعائر والمشاعر والزيارات في مكة والمدينة وما حولهما، ثم رحلة عودة الحجاج ومواصلة جهود التأمين والحراسة، وتوفير المياه والطعام والرواحل؛ حتى وصول المبشرين إلى السلطان وإبلاغه بوصول القافلة إلى الحجاز، وأداء فريضة الحج، ثم عودتهم سالمين، ثم مراسم الاستقبال الشعبي في العاصمة لعودة الحجاج.
المهندس عمرو عبدالسلام