كتبت: خلود ابو الدهب
ميشيل ديمتري شلهوب والمعروف بعمر الشريف هو أول ممثل مصري وعربي وصل إلى العالميه ولد عام 1923في اسره كاثوليكية وكان والده من التجار الميسورين ويعمل في تجاره الاخشاب ومنذ دخوله للمدرسه كان هاوي للتمثيل .
شهرته كشاب وسيم ونجم عالمي أعطت الكثير من محبيه انطباعا بأنه كان شابا مشاغبا أو دنجوانا لكن أثناء البحث في تاريخ المدرسه الانجليزيه,, فيكتوريا كولدج،، بالاسكندريه لاعداد كتاب عنها تم اكتشاف العكس تماما .
ويذكر أنه كان طالبا أنيقا ومهذبا جدا وصارما ، كان من عائله شاميه كاثوليكية من أكثر الطلاب احتراما وتفوقا وكان قائدا لطلبه الكليه وجميع طلابها ,,Head boy،، وله صلاحيات المدين كي يعاقب ويحاسب الطلاب المشاغبين ، وظل طوال سنوات دراسته بها من أكثر الطلاب تفوقا علي المستوي الدراسي وعلي المستوي الرياضي بل كان اشهر قائد طلاب في تاريخ المدرسه.
كان عمره 10 سنوات حينما التحق بفكتوريا كوليدج وكان بدينا وكان هذا هو السبب الرئيسي في قرار والدته الحاقه بالقسم الداخلي للكليه ، إذا أنه لم يكن يستجيب لوالدته في تنظيم الوجبات لذا أدخلته فيكتوريا كوليدج لنظامها الانجليزي الصارم ووجبات الغذاء المقننه للطلاب وصرامتها في التزام الطلاب بممارسه الرياضه مثل الكليات العسكريه حاليا لذا فقد ميشال وزنه بسرعه .
ويقول عمر الشريف : ,, والدتي كانت تعاقبني إن لم احصل على الترتيب الأول بعلقه ساخنه ، لم تكن تقبل مني إلا أن أكون ممتازا في كل شئ ،، .
ومن القصص الانسانيه عن عمر الشريف في سنواته الدراسيه أنه كان شديد التواضع محبا للناس ورغم أن المدرسه كانت لعليه القوم من المقيمين في مصر من 55 جنسيه فإنه كان يلعب الكريكيت مع نجار المدرسه عبدالمنعم ابراهيم عبد المتعال ذللك الرجل البسيط الذي ظل محتفظا بصوره مع عمر الشريف.
كان الشريف حريصا على عادة التجول بمفرده وكان شديد الود مع معجبيه يرحب بهم ويحيهم كاصدقائه أو جيرانه بعكس ما يشاع عنه.
لم يكن فيلم ,,صراع في الوادي،، بوابه عمر الشريف إلي عالم الشهرة والفن فحسب بل كان البدايه لقصه عشق كبيره إذ تزوج عمر الشريف من فاتن حمامه ومثلا العديد من الأفلام الرومانسية منها ,,ايامنا الحلوه،، 1955 وصراع في الميناء 1956 ولا انام 1957 وسيده القصر 1958 ونهر الحب 1961.
العالمية التي كان يطمح إليها عمر الشريف كانت السبب في فشل حياته الزوجية فبعد أن رفضت فاتن حمامة العيش في أمريكا سافر هو إلى هناك للانضمام إلى نجوم هوليوود عام 1962،بعد المسافات أدى إلى تباعد وجهات النظر بينهما وانفصلا عام 1974.
رغم الطلاق لكن عمر بقي وفيا لحبه لفاتن حمامة إذ رفض الزواج ثانية رغم الشائعات التي انتشرت عن علاقاته ببعض النجمات العالميات من بينهن النجمة العالمية الشهيرة إنغريد برغمان وبقي دائم السؤال عن أخبار فاتن حمامة حتى بعد وفاتها.
ويذكر أن الفنان الراحل جميل راتب هو من علم عمر الشريف الصلاة وذلك بعد اعتناقه الإسلام لكي يتزوج من فاتن حمامة وكان ذلك خلال فيلم “لورانس العرب”.
والجدير بالذكر أنه كانت تجمعه علاقة بعالم الأثار الكبير زاهي حواس ،ويذكر حواس أنه ذات مرة طلب من عمر أن يتحدث عن الآثار المصرية في إيطاليا وبسرعة شديدة استجاب لطلبه ووقف أمام التلفزيون الإيطالي يتحدث بفخر شديد عن عظمة آثارنا دون مقابل مادي وأكد أنه كان محبا لمصر ومغرما بتاريخها.
ولجأ إليه حواس مرة أخرى في حملة إعلانية تروج للحفاظ على الآثار المصرية وبالفعل شارك فيها دون أن يتقاضى جنيها واحدا رغم أنه كان يستحق الملايين لكنه رفض وقال إنه شئ بسيط يقدمه لبلده مصر.
عاش عمر أياماً صعبة قبل رحيله حيث أجري عملية جراحية في ساقه اليسرى وعندما قدم إلي مصر أخر مرة قال أنه جاء ليموت علي أرضها ويدفن في ترابها ،أصيب بالزهايمر وفقد القدرة على تذكر الأحداث والأشخاص، وقبل أيام قليلة من رحيله توقف عن الكلام نهائيا وكأنها علامة علي دنو الأجل.
وفي صباح 10 يوليو 2015 أصيب عمر بأزمة قلبية وتوفي إثرها..لكن اسمه سيظل محفورا في ذاكرة كل مصري وسيظل تاريخه الفني شرفا لمصر والمصريين.