بالفعل .. ( إنما للصبر حدود ) .. فما من شئ وله بداية ، أيضا فله نهاية ، وحين يشبه الصبر بالصيام ، ويدلل على أنه امتناع عن البوح ، وهو اختزان للآلام والأوجاع ، وهو قبول المضطر للمصائب والهزائم والإنكسارات ، فظاهر الصابر ، يغاير باطنه ، قد تراه يبتسم وهو يعتصره الألم ، فإلى متى يظل الإنسان الصابر ينتظر .. فتقول الشاعرة هدي الجاسم في قصيدتها .. صبراً ## صبراً تنام عيناي والقلبُ يغلبهُ المنامَ في الظاهرِ صمتٌ والجوفُ يصرخ بالكلامِ نعم أعتدتُ أنا… الصبر ولكن الى متى ؟؟؟ الى متى هذا الصيام ؟؟؟ وتنقلنا إلى عالم تغيرت ملامحه ، نسى الإنسان فيه رسالته التي خلق من أجلها .. هي ارتباطه بخالقه وعبادته دون غيره من سائر المخلوقات ، لقد ابتعد الإنسان عن ربه فعاد إلى أو جريمة على سطح البسيطة ، عندما قتل قابيل هابيل توأمه ، بدأ بالأنانية والغيرة والخصام ، فالشر فيهم لاينضب ..!! وألوان الخصام متعددة ، وقد لجأت الشاعرة إلى البوح عن خصام يؤجج المشاعر ، ويؤرق النفوس ، ويتعب القلوب ، فلا يجعلها تشعر بالراحة ، ولا تنعم بالأمان ، وهذا هو خصام الحبيب لمحبوته وصيامه عن الكلام ، ولكنها قررت أن تواجه هذا الصمت باللوم الذي سترميه به …. فتقول !! تغيرت ملامح هذا الكون والناس تفخر بالخصام الى متى هذا الصيام ؟؟؟ وإن لزمت أنتَ الصمت ستكون أول مَنْ يُلام وبعد هذا لم تجد من لومها / عتابها أي جدوى ، وتكون القسوة منها ، أن يبتعد عنها هذا المؤرق لوجدانها .. أنت لست بفارس الأحلام ، ولا تصلح لهيامي وغرامي ، سأبحث عن فارس غيرك يروي وجداني وأحلامي بأطيب ما لديه من مشاعر وأحاسيس .. ولتسعد بغيابي ، وأنا سعيدة بأقداري .. وسنرى ما ستسطره الأقلام من حكايات فيما بعد ..!! القصيدة رسالة تحمل عاطفة العتاب في شدة بعد صبرا ، أحسنت فيها الشاعرة هدى الجاسم التعبير عما في صدرها من مخاوف ومشاعر تجاه قسوة ذلك الصائم عن الكلام ..!!
نبيل مصيلحي
عضو اتحاد كتاب مصر 5 يوليو 2018