لاشك أن ملحمة الدرب الأحمر فصل جديد من بطولات رجال الشرطة، الذين لا يبالون الموت، يواجهونه بكل شجاعة وإقدام، يرغبون فى الحصول على الرتبة الأسمى بوزارة الداخلية “رتبة شهيد”، فإذا تابعت الفيديو المتداول لرجال الشرطة أثناء ملاحقتهم للإرهابى “الحسين عبد الله” فى منطقة الدرب الأحمر، قبل أن يفجر نفسه تكتشف مدى الإصرار والشجاعة التى يتحلى بها رجال الشرطة، ومدى إيمانهم برسالتهم السامية فى حفظ الأمن..هذا اليقين الذى يعمل به رجال الشرطة، جعلهم لا يبالون الموت أبداً، ويتسابقون لنيل شرف المشاركة فى المأموريات، لا تزعجهم قنابل الإرهابيين، فالموت بالنسبة لهم أسمى الأماني، طالما فى سبيل الله وحماية للوطن والأرض والعرض.
ربما يتوجع البعض على الشهداء بعض الوقت، ومع دوامة الحياة ينسى لاحقاً ما حدث، لكن تبقى أسرهم يلازمها الحزن والأسى على أب فقدوه لن يعود للحياة مرة أخرى، لكنه سيبقى حياً فى فراديس الجنان، خالداً فى ضمير ووجدان هذا الوطن.
إن ما يقوم به رجال الشرطة من تضحيات كبيرة، تجعلنا لا نتردد فى تقديم كل الدعم لهم، فمن منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويخطف قلبه من صوت الهاتف ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب، إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلندعم رجال الشرطة ونساندهم فى حربهم على الإرهاب.
إن هؤلاء الإرهابيون وأطراف المؤامرة على بلدنا يجهلون أن مصر محمية ومحفوظة برعاية الله، وأنها «البلد الأمين» المذكور فى كتاب الله، ومعبر الأنبياء، كما يجهل هؤلاء الخونة أن أبناء الشعب المصرى لا تزيدهم الأعمال الإرهابية الحقيرة إلا إصرارا على مواجهتهم، واحتشادا لحصارهم، والقبض على عناصرهم واقتلاع جذورهم.
ويجهل هؤلاء الإرهابيون وأعوانهم وعناصر المؤامرة على بلدنا أنهم مكشوفون تماما، المنفذون منهم للأعمال الإرهابية، أو عناصر التطرف العاملة على اجتذاب مزيد من الشباب والتغرير بهم بدعوى الجهاد، أو كتائب الإعلام المرئى الإلكترونى التى تروج للأهداف الغربية بصورة أو بأخرى للإبقاء على الأوضاع فى مصر غير مستقرة.
سننتصر على الإرهاب وداعميه وراياته الغبراء لأن إرادة الحياة أقوى وأبقى من دعاة الخراب والقتل والكراهية والفوضى والفتنة، ورغم القيم المقلوبة والمزايدات الرخيصة والاستقواء بالخارج، لأن إيماننا بأن الله يدافع عن عباده المخلصين راسخ لا يتزعزع..سننتصر بإذن الله على الإرهابيين الخونة، المدعومين من أعداء الوطن فى المنطقة أو فى الغرب، مهما قتلوا من أبرياء أو أسقطوا من مصابين لا ذنب لهم إلاّ أنهم أرادوا حماية بلدهم أو الذهاب إلى أعمالهم أو التحرك بأمان لقضاء مصالحهم..سننتصر بإذن الله على الإرهاب الأسود وذيوله، مهما كانت التحديات ومهما بلغ عدد الشهداء منا، نساء وأطفالا وشيوخا، شرطة وجيشا، عمالا ومزاعين وأطباء وإعلاميين ومدنيين أبرياء.. وأخيراً اتقدم بخالص العزاء لاسر الشهداء سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهمنا وذويهم الصبر والسلوان .
تحيا مصر..تحيا مصر..تحيا مصر