كتب : بشير حافظ
قطاع كبير من المصريين يعتبر الأرز أكلة أساسية، كما أن عدداً كبيراً من الفلاحين يعتبرونه محصولهم الأول، لكن المحصول الاستراتيجى يعانى عدة مشاكل تهدد وجوده على الأراضى المصرية، أهمها نقص المياه والأسمدة وارتفاع ملوحة التربة.
” عيون الشرقية الآن” ترصد فى هذا الملف معاناة الفلاحين مع المحصول ، والذى حددت اللجنة الوزارية المشتركة لوزارتَى الزراعة والرى، مساحات بعينها لزراعته فى محافظات الدقهلية والشرقية وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والبحيرة فقط، ومع ذلك رصدت وزارة الرى والموارد المائية زراعة 600 ألف فدان بالأرز بالمخالفة للقرارات الحكومية، رغم أن الوزارة تحصّل غرامة قيمتها 3660 جنيهاً على كل فدان مخالف.
المزارعون أكدوا أنهم متمسكون بزراعة الأرز رغم الغرامة، وبعضهم قال إنه مستعد للحبس، لأن المحصول بالنسبة له حياة أو موت وقالوا: «لازم نزرع رز عشان نأكّل عيالنا» .
ومع اقتراب مواعيد زراعة الأرز فى محافظة الشرقية كل عام وبالتحديد بداية شهر مايو يشهد البرلمان حالة من الجدل الكبير حول مساحات الأراضى التى تخصصها الحكومة ومطالب النواب والفلاحين والمزارعين بمساحات إضافية، وهو ما عبر عنه أعضاء البرلمان حيث تقدم العميد ثروت سويلم، عضو مجلس النواب عن دائرة أبوحماد والقرين ، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، موجها إلى كل من رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، والدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، بسبب فشل الحكومة فى حل أزمة زيادة المساحات المزروعة من الأرز على الرغم من عدم صلاحية زراعة تلك الأراضى إلا لمحصول الأرز.
وقال النائب ثروت سويلم ، في تصريحات خاصة ل” عيون الشرقية الآن” ، إن وزير الزراعة أصر على تحديد مساحات الأراضى المطلوب زراعتها من الأرز بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والرى دون الرجوع إلى الخريطة الصحيحة للأراضى التى يتم زراعتها بمحصول الأرز مما يعتبر إهدار للمياه وسوء استخدام للأراضى الزراعية.
وأكد اللواء دكتور ثروت سويلم، أن محافظة الشرقية بها مساحات شاسعة من الأراضى لا تصلح إلا لزراعة محصول الأرز وذلك لأنها أراضى مشبعة بالمياه وهى ما تعرف بالأراضى “المطبلة” من كثرة تشبعها بالمياه، مضيفاً أن محافظة الشرقية تم تحصيل ما يقرب من 127 ألفًا و850 فدانا، وهو رقم هزيل جدا بالذى كان متوقع أن تمنحه وزارتى الزراعة والرى للمحافظة نظرا لخصوصية الأراضى هناك.
وأشار سويلم إلي أن العشوائية التى اتخذتها الحكومة فى تحديد مساحات الأرض التى سيتم زراعتها من محصول الأرز هو الذى تسبب فى خلق أزمة حقيقية مع الفلاح أو المزارع، ويتسبب فى حدوث خلاف قوى بين الحكومة والمواطنين ، مؤكداً أن الأزمة ليس فى نقص أو ندرة المياه كما يتحدث البعض ولكن الأزمة فى اختيار الأراضى والفشل فى عمل التخطيط الصحيح العلمى لحل قضية زراعة الأرز مؤكدا أن زراعة الأرز تواجه العديد من المشكلات فى الوقت الحالى التى تجعلها محل جدل ونقاش، وذلك نظرا للكميات الكبيرة من المياه التى تحتاجها.
وأوضح اللواء ثروت سويلم ، أن الأسواق ستشهد نقص فى الأرز بسبب نقص المساحات المزرعة من الأرز هذا العام مما يساهم فى عودة الاستيراد للأرز من الخارج.
وقال سويلم ، أنه بعد تقدمي بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب والوزير عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، بسرعة التدخل لإنهاء أزمة زراعة الأرز فى محافظة الشرقية بصفة عامة ومركز أبوحماد والقرين بصفة خاصة ، قام رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء بالتدخل بالفعل بعد الطلب ويتم حاليا التنسيق مع محافظ الشرقية لإعادة التوزيع وفقا لطبيعة الأرض.
فيما أتهم بعض أهالي الشرقية ، عدد من نواب البرلمان، بالتقصير في حل الأزمة ، علي الرغم من أنهم انتخبوهم لحل مشاكلهم ، ولم يتقدموا بأي طلبات إحاطة مثلما فعل النائب ثروت سويلم ، ولكنهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام قرارات الحكومة ، ولم يتحدثوا عن تلك الأزمة..علي حد قول الأهالي.
وأكد بعض أهالي الشرقية ، أنهم لايقدرون علي الإستغناء عن زراعة الأرز ، لأنه الوجبة الأساسية ، حتي لوتم فرض غرامات مالية.
من جانبها تقوم مديرية الري والموارد المائية بالشرقية ، بإزالة كافة مشاتل الأرز التي يزرعها الفلاحون بالمخالفة ، ويوقعون غرامات على الفلاحين.
وكانت وزارة الموارد المائية والرى حددت المساحة التى سيتم زراعتها أرز الموسم الجديد “2018” بـ 724 ألفا و200 فدان، فى 9 محافظات فقط، بزيادة محافظة عن الأعوام السابقة، وخفض فى المساحة المنزرعة من مليون و100 ألف فدان إلى 724 ألفا و200 فدان.