بقلم / بشير حافظ
يتعرض المجتمع المصري منذ فترة طويلة لحملة شرسة وممنهجة الغرض منها تصدير الإباحية والإبتذال والبلطجة بين أفراد المجتمع عن طريق الفن الساقط والأعمال الدرامية الهابطة، وبدلًا من أن يكون الفن وسيلة متميزة لرفع مستوى الأخلاق بين الأفراد ونشر القيم والمبادئ الحسنة والقضاء على السلبيات المنتشرة في المجتمع، صار الفن أداة يتم إستخدامها لنشر الرذيلة والعنف والإنحطاط داخل المجتمع.
فما تم عرضه في الفضائيات خلال شهر رمضان المنقضى، وما يتم عرضه طوال العام من أعمال فنية هابطة في المسلسلات والأفلام والأغاني والبرامج التافهة، يثبت بالفعل إننا أمام أزمة حقيقية وكارثة أخلاقية، الغرض منها إفساد جيل كامل من الشباب والفتيات وتغييب عقولهم، وإبعادهم عن المبادئ والقيم الأخلاقية، والدليل على ذلك إنتشار مشاهد البلطجة وتناول المخدرات والخمور والجنس والشذوذ والعنف وتدنى لغة الحوار في العديد من الأعمال الدرامية الساقطة التي تقتحم منازلنا دون حسيب أو رقيب.
وتلك الأعمال الفنية الهابطة المنتشرة في جميع الفضائيات، فتحت الباب أمام العنف والفساد الأخلاقي وإثارة الغرائز والرذيلة والبلطجة داخل المجتمع، لذا صار العنف هو اللغة السائدة في الشارع المصري، وباتت ظاهرة التحرش الجنسي أمرًا عاديًا، وأصبحت لغة الحوار المتدنية هي المستخدمة بين الأفراد، ومنذ أيام قليلة قرأنا عبر الصحف اليومية والمواقع الإخبارية، عن حوادث وانتهاكات، شهدتها عدة محافظات، وتمت بنفس الطريقة التي تناولتها الأعمال الفنية الهابطة التي تم عرضها خلال شهر رمضان.
الكارثة.. من يقدمون الفن المبتذل الرديء، باتوا بمثابة القدوة والرمز لأبناء الجيل الحالي، فأصبحوا يقلدونهم بدون وعى، وفى كل شيء، وبصورة مخزية، تدعو للحسرة وخيبة الأمل، وانصرفوا عن القدوة الحسنة المتمثلة في العلماء والادباء والمفكرين، والسبب ان الأعمال الفنية التي تعرض يوميًا لم تلقى الضوء على النماذج والرموز الإيجابية في المجتمع حتى يتخذها ابناء هذا الجيل قدوة لهم.
وقد شاهدت خلال أيام عيد الفطر مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم من 10 إلى 13 سنة، قاموا بتقليد “محمد رمضان” فى طريقة “حلاقة رأسه” التى إذا نظرت إليها أصابتك الكآبة والإشمئزاز..ومن المؤكد أن تلك الأعمال الفنية الهابطة، سوف تستمر طالما تمر بسهولة وعن سوء نية من بين يدى القائمين على الرقابة، وطالما هناك مجموعة من العاملين في الوسط الفني لم تستوعب حتى الآن المعاني الحقيقية للقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية وباتوا يستخدمون أعمالهم الهابطة لنشر الإنحلال والفساد، بحجة أنهم يتعرضون للمشاكل التي يعانى منها المجتمع ويضعون حلولًا لها.
وإننى أطالب المؤسسات الدينية أن تنقذنا من هذا العبث وتفيق من غفوتها لمواجهة تلك الحملة الشرسة التي يتعرض لها المجتمع، وعلى الأسرة أن تستعيد دورها التربوي، فيجب أن يعلم الأب ماذا يشاهد أبناؤه، وعليه أن يربيهم على القيم الإسلامية والإنسانية القادرة على بث الفضيلة ونشرها، كما يجب على كل من يعمل في مجال الفن والدراما أن يتقى الله في المجتمع.
كما أرجو من جميع أفراد المجتمع ممن يرفضون تلك الأعمال الدرامية المبتذلة، ويخافون على وطنهم ومستقبل أبناءهم، أن يشاركوا في “حملة شعبية” يكون الغرض الأول منها مقاطعة ورفض كافة الأعمال الفنية الساقطة، التي تدعو للرذيلة والبلطجة والعنف، وتروج للإسفاف والإنحطاط والفساد الأخلاقي، والثاني تشجيع الفن الهادف والأعمال التي تقدم مضمون مفيد وتعالج مشاكل المجتمع بأسلوب راقِ وتحترم عقلية المشاهد.. أتمنى أن نبدأ فورًا، وأثق في مشاركة الملايين.