(( غزالاتٌ تركضُ ))
الألسنُ المليئة بالزّجاج
تجري خلفها الشَّظايا
كلاهما سيتهشَّم
ويبقى وجه الله في أبديتي.
يجاورُني الوردُ الأبيضُ
ألبسُهُ وأمضي،
التفتُ خلفي،،
لا أجد غيرَ بقايا تأكل نفسها
وتختفي..
إلهي، كم أشتاقُ لحديقتك!
مازال مخاضُ الشِّعر
ينتظر هبَتكَ
بُنيَّتي القصيدة
يا عرش التكوين الأوَّل
لم أتجزَّأ حين كتبتُكِ
كنتُكِ وكنتيني،
الألسنُ الزُّجاجيّة
لا تُدركُ صمت الآلهة!!
الشَّواهقُ اجنحتي
تأخذني الرّياح عاليا
أروّضُ ملحَ البحر
كن عشبَ الأمواه
وأكتب بريشتك الزرقاء
كلُ الرسائلِ غزالاتٌ تركضُ، بِصَمْتي.
ـــــ وفاء عبد الرزاق
ــ
غزالات تركض في وجدانها الصمت ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيف للألسن المليئة بالزجاح أن تطلق غير حروف وكلمات جارحة ..تجري فتصيب .. تجري وخلفها شظاياها ، وحتما سيحدث الارتطام .. في جبال الصبر القوية .. حيث يبقى الوجه النوراني السرمدي الأبيض في ذلك الكيان الذي يرتدي من أوراق الورد فستانا .. وكحور العين تمضي ، وتمضي في دروب الله تمضي .. وتلك البقايا من خلفها ، تأكل نفسها ، حيث لا تجد ما تأكله .. من الحقد ومن الحسد ، كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ..!!
ومن حدائق الملهم الأزلي يأتي الإلهام .. هو الشعر هبة الله العظيم المنان ، لمن يصطفيهم .. هو الشعر يلد القصائد .. هو الشعر أنا وأنت والشعراء قصيدة تمشي على الأرض .. هي القصائد عيالنا ..!!
وكما لو كانت الأجنحة شواهق بعيدة ، تعرج بهذا الطائر الجميل في فضاء الخيال ، وترتقي بطائرها ..!!
وكما لو كان ملح البحر مهرة تروض .. !! وفي رحابة القلم والقرطاس والمداد .. تكتب كل الرسائل .. كل الرسائل جميلة رقيقة رشيقة .. يركض في وجدانها الصمت .. هو الصمت بديل الكلام ..!!
يروق لي استخدام وفاء عبد الرزاق ، اللون الأبيض والأزرق في قصيدتها الرائعة المكثفة البليغة ، المحنوية في ثناياها روعة التصوير ، وبراعة التعبير .. دلالة على علو رؤيتها .. إنها تنظر إلى السماء بجمالها ، لتشكل لوحة بهذا الحسن والجمال .