كتبت تحية محمد
يعتبر السلام و المودة والمحبة والاحترام بين الزوجين الأساس للحياة الزوجية السعيدة فهي تعين أيضا على طاعة الله، لذا يعتبر أنه ليس من العدل أن تشعر امرأة بالنفور من زوجها لأي سبب، ثم ترغم على المعيشة معه، لأن حياة زوجية بهذا الشكل لا خير فيها للزوجين أو للمجتمع. وفي المقابل يعتبر الإسلام حكم الخلع هو نفس حكم الطلاق، فهو مباح ولكنه مبغوض.
الخلع هو إزالة ملك النكاح المتوقفة على قبولها بلفظ الخلع وهو فرقة، وطلاق بعوض، فراق الزوج امرأته بعوض بألفاظ مخصوصة. وهو فرقة بين الزوجين، ببدل من مال أو منفعة، أو إزالة لملك النكاح بعوض من طرف الزوجة لجهة الزوج، تفتدي الزوجة به نفسها من زوجها، لكرهها له وخشيتها أن لا توفيه حقه.
أباح الله للمرأة المسلمة الخلع، بأن تعطي زوجها ما أخذت منه أو أقل أو أكثر ليفارقها، وقد شرع الله الخلع للمرأة في مقابلة الطلاق للرجل، وجعله طريقاً للخلاص من الخلاف. والدليل على مشروعيته هو قول الله ﴿فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به﴾، فكما أعطت الشريعة الإسلامية للرجل حق الطلاق ليستطيع أن يلجأ إليه كعلاج أخير يتخلص به من زواج رأى أنه لم يؤد الغرض المقصود منه، وفي مقابل ذلك أعطت الشريعة الإسلامية للمرأة حق الخلع، لتتخلص من زواجها إذا رأت أنه لم يؤد الغرض المقصود منه.
كما يحرم في الإسلام أن يقوم الرجل بالتضييق على زوجته متعمدا لكي تطلب الخلع منه، ﴿وَلاَ تَعْضُـلُوهُنَّ لِتَذْهَبُـواْ بِبَعْـضِ مَـا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾، والعضل هو الحبس والتضييق والمنع والتشديد والإضرار، وقد يكون ذلك لحمل المرأة كرهاً على ترك صداقها أو بعضه لزوجها لقاء طلاقه لها مع أنه هو كاره عشرتها.
وقد شرع الخلع لإزالة الضرر الذي يلحق بالمرأة من خلال المقام مع من تكرهه ولا تطيق العيش معه، ويعتبر الخلع إفتداء الزوجة نفسها بمال تدفعه لزوجها مقابل فراقه لها، وهو أيضا النزع والإرسال والإطلاق من القيد.
ولذلك تلجأ الزوجة إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوة خلع من زوجها،عند ضررها ،ولا تحتمل العيش معه.