كتب محمد جوده
ترك الفنان الراحل ”الامبراطور احمد زكي“ بصمه خالدة فى مجال التمثيل وأشتهر بكونه واحداً من أبرع أبناء جيله وأكثرهم موهبة، حيث كان عاشقاً للفن ومخلصاّ له على حساب حياته الشخصية بل وعلى حساب صحته أيضاً.
وكان من أهم اعمال الإمبراطور فيلم ضد الحكومه الذى كان يريد فيه القضاء على الفساد حيث قام بدور محامي يقوم برفع قضية ضد وزراء في الحكومة نتيجة اكتشافه أن أوتوبيس رحلات أطفال يتعرض لحادث مع قطار يتسبب في وفاة العديد من الأطفال.
كما أنه يحاول أن يلقى بمسؤلية الحادث على الحكومة متمثله في وزير التربية والتعليم ووزير النقل في حين ”أبوبكر عزت“ محامي الحكومة يحاول أن يلقى باللوم على الموظفين الصغار مثل سواق الاتوبيس وعامل التحويله.
بالاضافه إلى ذلك تألق زكى فى مشهد مرافعته ضد الحكومه وهو من أهم مشاهد الفيلم قائلا:- أشكر استاذى وزميلي الدكتور عبد النور الذى اتاح لى هذه الفرصه لاعلن كل خطايايا أمامكم وعلى الملأ لعلى اتطهر منها نعم انا مثال للمحامى الفاسد .. بل اكثر فسادا مما يتصوره استاذى…
انا ابن لهذة المرحلة والمراحل التى سبقتها
…تفتح وعى مع التجربة الناصرية امنت بها ودافعت عنها فرحت بانتصارتها وتجرعت مرارة هزائمها وانكسارتها.
هنت عندما هان كل شيء وسقطت كما سقط الجميع فى بئر سحيق من اللامبالاة والاحساس بالعجز وقلة الحيلة.
ادركت قانون السبيعنات ولعبت عليه وتفوقت تاجرت فى كل شيء فى القانون والاخلاق والشرف…انا لا انكر شيئا ومستعد للحساب وتحمل المسئولية…بل اكثر من ذلك اعترف امامكم اننى دخلت هذه القضية طامعا فى مبلغ تعويض ضخم لكنى اصطدمت بحالة خاصة شديدة الخصوصية…جعلتنى اراجع نفسي اراجع موقفى كله اراجع حياتى وحياتنا
……اصطدمت بالمستقبل.
نعم صبي من الذين حكم عليهم ان يكونوا ضمن ركاب اتوبيس الموت…رايت فيه المستقبل الذى يحمل لنا طوق نجاة حقيقى…رايتنا نسحقه دون ان يهتز لنا جفن نقتله ونحن متصورون ان هذه هى طبائع الامور…كان لابد لى ان اقف واصمد…ان هذه جريمة جريمة كبرى لابد ان يحاسب من تسبب فيها…انى لا اطلب سوى محاسبة المسؤلين الحقيقين
عن قتل عشرين تلميذا لم يجنوا شيئا سوى انهم ابناؤنا…ابناء العجز والاهمال والتردى كلنا فاسدون .. كلنا فاسدون…لا استثنى احدا .. حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيله…سيدى الرئيس
كل ما اطالب به ان نصلى جميعا صلاة واحدة لله الواحد اله العدل الواحد الاحد القهار
لست صاحب مصلحة خاصة
وليست لى سابق معرفة بالشخوص الذين اطلب مسائلتهم
ولكن لدى علاقة ومصلحة فى هذا البلد…لدى مستقبل هنا اريد ان احميه انا لا ادين احد بشكل مسبق…ولكنى اطالب المسئولين عن هذه الكارثة بالمثول امامكم فهل هذا كثير ؟ اليسوا بشرا خطائين مثلنا اليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقى البشر!!
سيدى الرئيس انا ومعى المستقبل كله نلوذ بكم ونلجأ اليكم
فاغيثونا .. اغيثونا
والله الموفق.
فيلم ضد الحكومة قصة وجيه أبو ذكرى، سيناريو وحوار بشير الديك، إخراج عاطف الطيب، مدير التصوير سعيد شيمي، إنتاج تاميدو للإنتاج والتوزيع (مدحت الشريف)، أنتج عام 1992. بطولة أحمد زكي، لبلبة، عفاف شعيب، أبو بكر عزت، احمد خليل، المنتصر بالله، وفاء مكي، محمد نجاتي.