كتبت- منال عادل
عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو كارثة وفاة المرضي في مستشفي الحسينية المركزي بالشرقية لدواعي نقص الاكسجين، لوحظ في الفيديو أحد الممرضات تجلس علي الارض في وضع القرفصاء، وتظهر علي ملامحها مشاهد الهلع والرعب.
تكاد أن تجزم من مشاهدتك الأولي للصورة أنها قد تكون الأسوأ منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر، لاسيما وأنها سلطتت الضوء علي حجم معاناة الأطباء والأطقم الطبية في التعامل مع الأزمة نفسيا قبل أن يكون جسمانيا، بسبب حجم المسئولية الجسمية الملقاة علي عاتقهم.
تقول “أية علي” صاحبة الصورة الشهيرة انها مقيمة بقرية الحجازية مركز الحسينية وتعمل منذ 8 أشهر في قسم العزل بالمستشفي بعدما تخرجت من معهد التمريض لتتلقي تدريبها داخل مستشفي الحسينية قبل ان تنتقل إلي قسم العزل في أواخر الموجة الأولي من فيروس كورونا.
وأضافت عن الواقعة أنه حدث خللا في أسطوانات الأكسجين مما ادي إلي ضعف وصول الأكسجين للمرضي الأمر الذي ينتج عنه أختناق عدد كبير وحاولنا بكل الطرق انقاذهم وفشلنا لأن حالتهم كانت متدهورة قبل موضوع نقص الأكسجين.
وذكرت انها من ضمن الفريق الطبي المكلف برعاية الحالات في العناية المركزة وتقديم العلاج والطعام والتعامل معهم وانها تعمل من 8 مساء حتي 8 صباحا.
وقالت: ” اللي حصل كان عندي صدمة بسبب ان أول مرة اتعرض لمناظر الموت دي لذلك فقدت القدرة علي الحركة وجلست في غرفة العناية المركزة ومكنتش اتمني أن ده يحصل، عملنا كل اللي نقدر عليه وأكثر عشان ننقذ المرضي”.
وقالت إيضا:” رفضت اسيب مكاني وامشي لان دي أمانة ومسؤلية كبيرة ومينفعش حد مننا يتخلي عن واجبه ودوره وهرجع الشفت بتاعي بالليل وأكمل شغل”.