تقرير: جهاد عامر
ارتفعت أسعار الذهب في مصر بعد قرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة 1%، بشكل غير مسبوق ولأول مرة في التاريخ سجلت أسعار الذهب أرقاما غير مسبوقة.
وارتفع سعر جرام الذهب في اليوم الأول بعد قرار البنك المركزي 130 جنيه دفعة واحدة، وكسر حاجز الـ 1000, حيث أكدت شعبة الذهب أن الأسعار المسجلة حاليًا هي الأعلى في تاريخ المعدن النفيس.
ولأن الذهب والشبكة ملاذ آمن وركن أساسي يعتمد عليه الزواج في مصر ومعظم الدول العربية، فقد تسببت زيادة أسعار الذهب في جدل كبير بين رواد التواصل الاجتماعي؛ لتوقعهم زيادة نسب العنوسة بين الشباب والفتيات بعد صعوبة الحصول على هذا الركن.
وطرحت “عيون الشرقية” سؤالًا للفتيات كان عبارة عن: “هل من الممكن أن تتنازلين عن الذهب لأجل الزواج؟”، لنتلقي بعدها ردود أفعال ما بين المؤيد للفكرة وبين المعارض لها.
الفئات المؤيدة لالغاء الشبكة:
تقول زينب: “الدهب ده آخر حاجة نفكر فيها
عمرها ما كانت قيمة البنت في الدهب والله
أهم حاجة راجل يتقي الله فيها ويحبها ويصونها هتعوز أي أكتر من كدا”، في حين ترى منى مشهور: “و الله الدهب ده بالنسبة لينا هدية العريس للعروسة جابها أهى ليه.. مجبهاش عادي.. المهم هو يبقى كويس و يتقي ربنا فينا”.
بينما قالت فتاة عاشقة: “أنا لو عليا بس ربنا يكرمني بي ويجعلو من نصيبي مش عايزة أي حاجة أصلا كفاية وجوده في حياتي لأن بجد والله هو اللي منور ليا حياتي اصلًا”، أما روان فردت: “اوافق جدًا بفضة”.
ووجهت داليا رسالتها للفتيات قائلةً: “لو مناسب مافيش مانع والدهب يتكتب في القايمه ك ضمان حقوق.. سهلوا الحياة على بعض الحياة صعبة بما فيه الكفاية والله.. فيه حاجات كتير أهم انتي مش هتعيشي مع الدهب”.
وقالت نورهان راضي: “والله لو حافظ القرآن وبيصلي وعارف ربنا وشخص نضيف عاادي جدا”، وكان رأي أسماء مجدي: “لا يجيب حاجة بسيطة علي قد مقدرتوا حتي لو هنكتفي بدبلتين بسعر بسيط مش غالية أوي يعني”.
وأكدت شذى الساحلي: “نعم بوافق جدًا .. وبعدين مافي داعي للتكلفة خير الزواج بركة أيسره مؤونة”، لتقطع فتاة أخيرة الجدل وتقول: “لو زي بابا فى حنيته وخوفه عليا هوافق لو قلبه مش هيبقا قاسي في وقت زعلنا من بعض هوافق أكيد”.
أما الآراء المعارضة:
فبدأت نورهان بسؤال: “وهو هيتنازل عن ايه طيب؟”، وترد آية عثمان (من دولة عمان): “اه عادي ما بحبه بحب الألماس”.
وقالت سلمى سليم: “أنا مش عايزة دهب اصلا، أنا عايزة عربية”، وبتصالح مع النفس ردت سارة: “لا عشان انا مادية اصلا”.
وقالت هيام بمزاح: “لو غني مافيش مشكلة”، وترى تغريد عوض: “لأ أصل أنا بحب الدهب”، وتقول نيفين مازن بثقة كبيرة: “اه لأنه ما بحب الذهب.. بدي ألماس بستاهل”.
أما إسراء الأردنية فأكدت: “المناسب بخلينيش اتنازل عن اشي ولو اني بحبش الذهب اصلا بس احكوا منطق”.
وقالت راندا صابر باستنكار ساخر: “يعني اي مناسب بينور ف الضلمة؟”، وردت ريم رضا بفطرة الفتيات: “لو هيبقي خاتم ف صباعي موافقة”, بينما قالت صفاء باستسلام: “كدا كدا بيتباع”.
وأوضحت لارا زين: “لا.. اللي بيجي سهل بيروح سهل”، وأعربت إيمان عبد الحكيم عن رفضها التام: “لا.. مفيش حد مناسب مش هيجيب دهب”، واستنكرت خلود حلمي: “ما هو كدا مش مناسب”.
وأضافت هناء محمد: “لو مناسب مش هيخليني اصلا أتنازل عن حقي”.
وطرحت حبيبة الجارحي سؤالًا مازحًا: “يعني هو لو مش قادر يجيب دهب هيجيب شقة وعفش ازاي؟”، وردت فتاة أخرى: “مش كله بس اه اكيد على شرط انه يرجعه سوليتير”.
وأشارت شيماء محمد: “احنا مبنحبش الدهب بنحب الألماظ”، أما رحمة محمد فكان رأيها: “لا ليه بقا.. عشان ده حقي كعروسة معنديش مشكلة انوا يجيبوا ويبيعوا وقت ما يحتاجوا لما نتجوز.. لكن ياخدنى سهل هيبعنى سهل”.
وردت غدير -غير مصرية- بثقة في الرجل العربي: “إذا ما تنازلت هلأ .. رح يبعلي الدهبات بعدين”، لتنهي ريم محمد الإعتراض بأربع كلمات ليس لها خامسة: “لا لا طبعًا مستحيل”.
حكم المغالاة في المهر
المغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام؛ لأن الغرض الأصلي من الزواج هو عفة الفتى والفتاة؛ ويقول عليه الصلاة والسلام: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا» رواه الحاكم في “المستدرك”.
ومن اللازم عدم المغالاة في المهر، وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة الشريفة بقوله: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ» رواه الترمذي.
وقالت دار الإفتاء إن الإسلام لم يشترط في الراغب الزواج إلا القدرة على تكاليف الأسرة الجديدة حتى تعيش في كرامة وعزة، أي انه لم يشترط الغنى أو الثراء العريض، وقد أوجب الإسلام المهر لمصلحة المرأة نفسها وصونا لكرامتها وعزة نفسها فلا يصلح أن يكون عائقا عن الزواج أو مرهقا للزوج.
وأضافت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن المهر لشخص يريد الزواج: (التمس ولو خاتما من حديد) فالمغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام، لأن المهر الفادح عائق للزواج ومناف للغرض الأصلي من الزواج وهو عفة الفتى والفتاة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أقلهن مهرا أعظمهن بركة”.
من أبرز الأضرار لظاهرة غلاء المهور ، هي أن المغالاة تدمر الأسرة قبل بنائها، وتُعجز بعض الشباب عن هذه التكاليف وبالتالي يتأخر الزواج وترتفع نسب العنوسة والعزوف عن الزواج، كما أن المغالاة في المهور ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أن بعض الأسر تنظر إلى غلاء المهور أو ارتفاع قيمة قائمة المنقولات، على أنه تأمين للفتاة من غدر الزوج، والأولى من ذلك هو اهتمام ولي الأمر ببعض الأمور التي يجب التروي فيها عند الزواج، وهي حسن اختيار الزوج، فماذا يفيد تأمين الفتاة إذا تزوجت من رجل عديم النخوة والخلق، أو لا يتحمل المسئولية ولا الأمانة.
وأكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في حديث تليفزيوني سابق، أن الإسلام لم يضع للمهر مقدارًا محددًا، وإن كان بعض الأئمة يختلفون في أقل الصداق هل هو دينار من ذهب أو ربع دينار، لكن الصحيح في هذا الأمر هو أنه لا حدَّ لأقله؛ نظرًا لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- زوج على خاتم من حديد أو كف من طعام، وكذلك لا حد لأكثره؛ لقوله تعالى: «وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا»، غير أن روح الشريعة يُفهم منها ضرورة الاقتصاد الشديد وعدم المغالاة في المهور للنهي الصريح عن التبذير والإسراف قال تعالى.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن الأحاديث النبوية الواردة في تيسير المهور كثيرة، منها: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ –الزواج- بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً» يعني أقله تكلفة، فالزواج المبارك هو ما تكون تكاليفه أقل، ويتبين من الأحاديث كراهة المغالاة في المهور.