إننا بصدد الحديث عن علم من أعلام التلاوة بمصر والعالم الإسلامي عامة والشرقية خاصة وصاحب أداء عالي وصوت خاشع في تلاوة القرآن الكريم،قارئ يتمتّع بصوتٍ معروف برقته ونغمه الطيب،لقب بشهيد قرآن الفجر،إنه العلم الإذاعي الكبير الشيخ عثمان الشبراوي. ولدالشيخ عثمان الشبراوي في 12 أكتوبر 1946م بقرية البيروم مركز فاقوس بمحافظة الشرقية،حفظ القرآن الكريم وتعلم أحكامه وقراءاته وهو في سن العاشرة من عمره علي يد والده والذي كان من الرعيل الأول في تعليم القرآن الكريم للناس بالقرية،إلتحق بمعهد فاقوس الديني ثم التحق بدار المعلمين بفاقوس وعمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم حتى ترقي إلي موجه عام للغة العربية والتربية الدينية،ثم إلتحق بالاذاعة المصرية في عام 1980م. كان الشيخ الشبراوي سفير لمصر وللإذاعة المصرية في عدة دول لإحياء ليالي شهر رمضان حيث سافر إلي دول المغرب والجزائر والسودان وتونس وإيران وزامبيا وجزر القمر والصومال وأسبانيا وهولندا والبرازيل والعراق والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ونيجيريا وماليزيا،وقد زار دولة فلسطين عام 1988م وقرأ بالمسجد الآقصي وقام الشيخ عكرمة صبري بتكريمه ومنحه شهادة تقدير لعلمه وقراءته للقرآن الكريم. قالوا عنه: قال الشيخ أبو العينين شعيشع – نقيب القراء الراحل رحمه الله :لقد كان الشيخ عثمان الشبراوي قمة في أداء التلاوة،حلو الصوت متواضع كريم،وقال القارئ الشيخ أحمد أبو المعاطي: الشيخ عثمان الشبراوي صاحب أداء عالي في تلاوة القرآن الكريم وصاحب صوت خاشع ولسان ذاكر ووجه بشوش مع الناس وأستاذ كبير في التلاوة وبالتربية والتعليم في مصر” . * شهيد قرآن الفجر * شدّالشيخ عثمان الشبراوي رحاله من بلدته البيروم في الشرقية إلى القاهرة، لتلاوة قرآن فجر يوم الجمعةعبر إذاعة القرآن الكريم من رِحاب مسجد السيدة نفيسة،ثم دخل الشيخ الشبراوي إلى رِحاب المسجد،وقرّر الشيخ يومها أن يقرأ ما تيسر لهُ من سورة العنكبوت بدءًا من قول الله “فآمن له لوط”،وعندما وصل في تلاوته إلى قوله “وقال إنّي مهاجرٌ إلى ربّي”، بدأ يشعر بألم شديد،فيما اندهش المُصلون مما يحدث،فتحول الأمر من نغزةخفيفة في القلب لأزمة قلبية شديدة،تمُر اللحظات ولا يعرف أحد كيف يُنقذ الشيخ المُتألم،وسط استكمال إذاعة القرآن الكريم في بثها المباشر الذى بدأ مُنذ لحظات التلاوة الأولى،إلى أن اضطروا لقطع لحظات البث قائلين إن السبب عطل فني،واستكملوا لحظات البث المفتوحة بشريط مُسجل للشيخ فتحي المليجي،وفي تلك الأثناءوصلت عربة الإسعاف أمام مسجد السيدة نفيسة، ونُقِلَ الشيخ الشبراوي إلى أحد المستشفيات الخاصة في القاهرة،وظلّ ملازمًا لفراش المرض حتى تُوفي يوم الإثنين الموافق 23رمضان عام 1424هـ،الموافق ديسمبر 2003 ،عن عمر يناهز56 عاما، ولهذل لقب شهيد الفجر. وفي ديسمبر 2003، سجّلت جريدة صوت الأزهرالتابعة للأزهر الشريف قصة الشيخ عثمان الشبراوي قائلين إنه هاجر إلى ربه كما كان يقرؤهاوكأنّ صوته إنتقل إلى السموات السبع وتحقق ما قاله على الفوردون حواجز جزاء الله الشيخ عثمان الشبراوي عما قدمه من خدمةلكتاب الله في ميزان حسناته ورحمه الله رحمة وأسعة.